ایکنا

IQNA

إنطلاق مؤتمر "دور الفتوى في استقرار المجتمعات" في القاهرة

15:07 - October 17, 2017
رمز الخبر: 3466371
القاهرة - إکنا: انطلقت صباح اليوم الثلاثاء 17 أكتوبر / تشرين الأول الجاري بالعاصمة المصرية القاهرة، أعمال المؤتمر العالمي الثالث الذي تنظِّمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان «دور الفتوى في استقرار المجتمعات»، بحضور شيخ الأزهر أحمد الطيب.
مؤتمر

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا)، انطلقت صباح اليوم الثلاثاء 17 أكتوبر / تشرين الأول الجاري بالعاصمة المصرية القاهرة أعمال المؤتمر العالمي الثالث الذي تنظِّمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ويستمر 3 أيام بمشاركة وفود من العلماء والمفتين من 63 دولة تمثل قارات العالم، لبحث إشكاليات الفتوى، ودَور الفتوى في استقرار المجتمعات.

 وأكد مفتى مصر الدكتور شوقي علام في كلمته بافتتاح المؤتمر على أهمية مناقشات العلماء حول مختلف قضايا الفتاوى في ظل الظروف التي يمر بها العالم والمِنطقةُ بِأَسْرِهَا، بسببِ تَنامي ظاهرةِ الإرهابِ والتطرفِ نتيجةَ إصدارِ تِلكَ الفتاوَى المُضلِّلَةِ المُنحَرِفَةِ المُجَافيةِ للمَنهجِ الوسطيِّ الصحيحِ واتِّبَاعِها؛ ممَّا كانَ له أسوأُ الأثرِ في انتشارِ العنفِ والفَوْضَى، وتدميرِ الأمنِ والسِّلْمِ، وتهديدِ الاستقرارِ والطمأنينةِ الَّتي تَنْعَمُ بِها المجتمعاتُ والأفرادُ.

وأضاف علام: إذا كانَ العالمُ بِأَسْرِهِ يَنتفضُ الآنَ لمحاربةِ الإرهابِ فَإِنَّهُ يَنبغي عَلَى أهلِ العلمِ وحرَّاسِ الدِّينِ والعقيدةِ مِنْ أهلِ الفتوَى والاجتهادِ أنْ يَعلموا أنَّهمْ عَلى ثَغْرٍ عظيمٍ مِنْ ثُغُورِ الإسلامِ، أَلَا وَهُوَ ثَغْرُ تَصحيحِ المفاهيمِ المَغلوطةِ وَصَدِّ الأفكارِ المتطرفةِ ونشرِ قِيَمِ الدِّينِ الصحيحةِ السمحةِ، وَجِهادُنَا فِي مَيْدَانِ المعركةِ لا يَنفكُّ لحظةً عنْ جِهادِنَا في مَيْدَانِ الفقهِ والفِكْرِ.

وأشار علام إلى أنه على الصعيدِ العالميِّ والدَّوْلِيِّ  يسعىَ الإرهابَ لِفَرْضِ سَيطرتِهِ وبَسْطِ نُفُوذِهِ على عقولِ العامَّةِ والشبابِ عنْ طريقِ نشرِ الفَتاوَى المُضَلِّلَةِ والأفكارِ المَغْلوطةِ عَبْرَ وَسائلِ التَّواصُلِ الاجتماعيِّ وغَيْرِهَا مِنْ وسائلِ الإعلامِ المسموعةِ والمرئيةِ؛ ممَّا كانَ لَهُ أسوأُ الأَثَرِ فِي نشرِ العُنْفِ والفوضَى وَتَهديدِ السِّلْمِ والأمنِ فِي كثير مِن بلادِنا، ولَوْلَا فضلُ اللهِ ثُمَّ  تَكَاتُفُ الدُّوَلِ العربيةِ والإسلاميةِ فِي مُحَاصَرَةِ مَنَابعِ تَمويلِ الإرهابِ وَمَصَادِرِهِ لَتَغيَّرَ الواقعُ بِمَا لا تُحْمَدُ عُقْبَاهُ. وَمِنْ ثَمَّ، فإنَّه يَنبغي علَى أهلِ العلمِ -وَأَخُصُّ مِنهمُ المَعْنِيِّينَ بِشَأنِ الفَتوى والاجتهادِ ومُتَابعةِ المستجداتِ- أنْ تَتوحَّدَ كَلِمَتُهمْ فِي شَأَنِ مُكافحةِ الإرهابِ ومُحَاصَرَةِ الفتاوى الشاذَّةِ المُضَلِّلَةِ المُهَدِّدَةِ لاستقرارِ وأمنِ المُجتمعاتِ. وهذا المؤتمرُ العالميُّ الَّذي تَعْقِدُهُ الأمانةُ العامَّةُ لِدُورِ وهيئاتِ الإفتاءِ في العالمِ لَيُعَدُّ فرصةً كبيرةً لتحقيقِ هَذا الغرضِ، وإنَّ الأُمَّةَ الإسلاميةَ، بلِ العالمَ أجمعَ، لَيُتَابِعُ عَنْ كَثَبٍ مَا يَنْتِجُ عَنْ هذا المؤتمرِ مِنْ نتائجَ وتوصياتٍ تَصْلُحُ أنْ تَتحوَّلَ إلى برامجَ عمليَّةٍ في واقِعِنَا المُعَاشِ.

وأكد مفتي مصر أنَّ قضيةَ الفتوى ومَا يتعلَّقُ بها مِنْ ضوابطَ وقواعدَ مِنْ أَهمِّ قضايا العصرِ التي يَجِبُ أنْ يَنْشَطَ لها أهلُ العِلْمِ والاجتهادِ؛ وذلكَ لِضَبْطِهَا وبيانِها، فإنَّ كثيرًا مِنَ المُتَصدِّرينَ لِهذا الأمرِ بِغَيْرِ حقٍّ لَم يُفرِّقوا بينَ الفتوى التي تَتغيَّرُ بِتَغيُّرِ الزمانِ والمكانِ والأحوالِ والأشخاصِ، وَبينَ الحُكْمِ الذي هو أَمْرٌ ثابتٌ بِنَاءً عَلى فَهْمٍ مُعَيَّنٍ للدليلِ الشرعيِّ وَفْقَ مَذهبِ المُجْتَهِدِ، ومِنْ ثَمَّ فَقَدْ أَحْدَثَ تَصدُّرُ غَيرِ العلماءِ وغَيْرِ المُؤهَّلِينَ اضطرابًا كبيرًا نَتَجَ عنه خَللٌ واضحٌ في منظومةِ الأمنِ والأمانِ، وأصبحَ السِّلْمُ العالميُّ مُهدَّدًا نتيجةَ التَّهوُّرِ والاندفاعِ والتَّشدُّدِ الَّذي اتَّخذَهُ البعضُ مَطِيَّةً لِتحقيقِ أغراضٍ سياسيةٍ بعيدةٍ تمامًا عنْ تحقيقِ مقاصدِ الشريعةِ السَّمْحَةِ الغرَّاءِ. وبِناءً عليه، فإنَّ مُؤتمرَكُمْ هذا تَنْعَقِدُ عليه آمالٌ كبيرةٌ فِي القيامِ بحركةٍ تصحيحيةٍ تُنِيرُ الطريقَ وتزرعُ مَعَالِمَ الهُدَى والرشادِ لِلْفتوَى العصريةِ المواكبةِ لِمَطالِبِ الحياةِ والإحياءِ والتحضُّرِ والاستقرارِ، وتتصدَّى لِفوضى الإفتاءِ بالوسائلِ الوِقَائيةِ والعلاجيةِ معًا، وتَضْبِطُ منظومةَ الفتوى ضَبْطًا مُحْكَمًا يَسدُّ المنافذَ على العابِثينَ ودُعاةِ الفوضى.

 وأوضح علام: إن الإشكاليةُ التي يُواجِهُهَا المفتي دائمًا تَتمثَّلُ في أمرِ الفتوى، في أنَّه مُطَالَبٌ بِأَمْرَيْنِ لا غِنى عَنْ أَحَدِهِمَا بِالنسبةِ إلى الناسِ:

الأَوَّلُ: إيجادُ الحلولِ المناسبةِ لقضايا الناسِ ومشكلاتِهم الَّتي تَصِلُ أحيانًا إلى درجةٍ مِنَ التعقيدِ تحتاجُ إلى جرأةٍ وشجاعةٍ في الاجتهادِ وَفْقَ ضَوَابِطِ الفقهِ والشريعةِ الغرَّاءِ.

 الثاني: أنْ تَنْسَجِمَ هذه الحلولُ انسجامًا تامًّا معَ التزامِ الناسِ وتَعَايُشِهِمْ وتَمَسُّكِهمْ بالشريعةِ الإسلاميةِ الغرَّاءِ، وَرَحِمَ اللهُ الإمامَ سُفيانَ الثوريَّ إذْ يقولُ: إِنَّما العِلْمُ الرخصةُ مِنَ الثِّقَةِ، وَأَمَّا التَّشديدُ فَيُحْسِنُهُ كُلُّ أَحَدٍ. ولا شَكَّ أنَّ هذا المَعْنَى مُضَمَّنٌ فِي قولِه تعالى: "هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ"، وقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم: "إِنَّ هذَا الدِّينَ يُسْرٌ".

وستتخلل فعاليات المؤتمر في يومه الأول جلسة تأطيرية يرأسها مفتي مصر رئيس المؤتمر، وجلسة أُولى حول الإفتاء وتحقيق السلم المجتمعي يرأسها الشيخ محمد حسين -مفتي القدس- ثم ورشة عمل حول "الفتاوى المتشددة والفضاء الإلكتروني" يرأسها الدكتور محمد البشاري -الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي.

المصدر: alghad.tv
captcha