ومن تعالیم القرآن الکریم هي ذکر الله کثیراً وحمده والثناء له.

وعلى الرغم من أن هذه القضية مذكورة في القرآن كأمر، إلا أنها تعتبر أيضاً توصية، لأن ذكر الله سبحانه وتعالى يجعل الله أن يذكر عباده.

وللذکر فوائد کثیرة منها قوله تعالی "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ" (البقرة / 152).

وقال الله سبحانه وتعالی "اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ" (البقرة / 40، 47، 122) وقال أیضاً "فَاذْكُرُونِي" (البقرة / 152) وقیل إن ذلك لإختلاف مستوی معرفة الناس فمنهم من یذکر الله ومنهم من یذکر نعم الله. 

والآیة الکریمة دلیل علی لطف الله وفضله علی عباده حیث أن الغني العلیم الباقي العزیز یطلب من عبده الفقیر الفاني الضعیف أن یذکره حتی ینعکس علیه ذلك بذکر الربّ له. 

وهذا یعنی أن الله سبحانه وتعالی یأخذ ویعطي مع العبد الفقیر وهو لیس بحاجة إلیه فیقول "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"(البقرة / 152) ویقول في الآية الـ40 من سورة البقرة المبارکة "أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ" ویقول أیضاً في الآیة 11 من سورة المجادلة "فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ". 

وذکر الله لیس باللفظ فقط بل یجب الذکر بالقلب والمشاعر وقیل أن ذکر الله عند إتاحة الفرصة للذنب والإبتعاد عنه خیر الذکر وجاء عن الرسول (ص) "يَا عَلِيُّ ثَلَاثٌ‏ لَا تُطِيقُهَا هَذِهِ‏ الْأُمَّةُ الْمُوَاسَاةُ لِلْأَخِ فِي مَالِهِ وَ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ لَيْسَ هُوَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَكِنْ إِذَا وَرَدَ عَلَى مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ خَافَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَهُ وَ تَرَكَه". 

ولکن الإنسان أحیاناً ینسی والقرآن الکریم یعدّ ثلاثة أسباب للنسیان أولها الشیطان لقوله تعالی "اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ" (المجادلة / 19)، والسبب الثاني الذی یجعل الإنسان ینسی ربه الکریم هو التکاثر والتنافس وذلك لقوله تعالی "أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ" والسبب الثالث بحسب تصریح الآیة 3 من سورة الحجر المبارکة "ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ".