ایکنا

IQNA

المستشار الثقافي الإیراني لدى لبنان لـ"إکنا":

ما یجري في فلسطین رصاصة الرحمة لعملیة التطبیع

3:31 - May 21, 2021
رمز الخبر: 3481253
بیروت ـ إکنا: أكد المستشار الثقافي الايراني لدى لبنان "الدكتور عباس خامه يار" أن ما جری خلال الأیام الماضیة وما شاهدناه علی حدود الأراضی المحتلة مع الأردن ولبنان وما شاهدناه في الدول التي أرادت حکوماتها أن تطبّع مع العدو کان ربما رصاصة الرحمة لعملیة التطبیع أو لرسالة التطبیع.

ما یجری فی فلسطین رصاصة الرحمة لعملیة التطبیع

وتحدثت وکالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولیة مع المستشار الثقافي الإیراني لدی بیروت الدکتور "عباس خامه یار" حول الحرب الإسرائیلیة علی فلسطین والردود الشعبیة العربیة والإسلامیة وتأثیر ذلك علی عملیات التطبیع التي قامت بها بعض الدول العربیة مع الکیان الصهیوني.

وإستهل خامه یار المقابلة قائلاً: "قبل الحدیث أرید التأکید علی النقاط التالیة؛ الأولی هي إختیار محور المقاومة شعار "القدس أقرب" لیوم القدس العالمي لهذا العام ولم یکن أحد یتصور أن القدس قریبة إلی هذه الدرجة ربما المرابطون أو المجاهدون الذین هم في المیدان علی قناعة تامة بأن القدس بات أقرب من أي وقت ولکن الرأي العام العالمي أو الإسلامي أو العربي لم یتصور مدی قرب القدس إلی هذه الدرجة".

وأضاف "ما حدث في المسجد الأقصی والقدس وغزة وفي أراضی 48 غیّر کل المعاییر وفاجئ الجمیع، فاجئ الصدیق والعدو وهذه نقطة هامة حیث دخلنا وضعاً جدیداً لم یکن أحد یتصوره بهذا الشکل وهذا یعیدنا إلی مواقف القادة في المقاومة الذین کانوا یتحدثون بأن إسرائیل أهون من بیت العنکبوت ومقولات من هذا القبیل".

وإستطرد الخبیر السیاسي والثقافی الإیراني قائلاً: "النقطة الثانیة التي أرید التنبیه إلیها هي وحدة الصف الفلسطیني أي التیارات المناضلة والشعب الفلسطیني بمختلف إتجاهاته وألوانه وأطیافه وأشکاله في کل أرجاء فلسطین سواء في غزة أو في القدس أو في الضفة الغربیة."

وأکد "هذا التلاحم وهذا التواصل وهذه الوحدة في نفس الوقت هي نقطة أساسیة فاجئت الجمیع بهذه الظروف ولم یستطع أحد قبل هذه الأحداث أن یتصور أن فلسطین موحدة إلی هذه الدرجة".

وأردف قائلاً: "النقطة الثالثة هي لأول مرة یدخل الجیل الجدید ویدخل الیافعون والأطفال إلی معترك ودائرة الإنتفاضة بهذا الشکل الذي هو یمکن أن یرعب العدو وفي نفس الوقت یعطي الأمل للأجیال الصاعدة. إن شجاعة الأطفال والشباب شئ مفاجئ وهذا لا یختصر علی أبناء غزة أو أبناء القدس أو الضفة".

وأضاف "أعتقد أن هذه نقاط أساسیة میزت الإنتفاضة الحالیة من الإنتفاضات السابقة وهذه ربما سترسم خارطة طریق جدیدة لمستقبل الصراع مع الإحتلال وتؤدی إلی نتائج ستکون بالتأکید نتائج إیجابیة ومذهلة".

فیما یلي نص المقابلة التي قام بها مراسل وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية مع المستشار الثقافي الإیرانی لدی بیروت "الدكتور عباس خامه یار" حیث تعرض کما تمت سؤالاً وإجابةً؛

ما یجری فی فلسطین رصاصة الرحمة لعملیة التطبیع

لماذا یتعمد العدو الصهیونی بإستهداف المبانی المأهولة بالسکان والمکاتب المدنیة في غزة بشکل عنیف وأیضاً مکاتب القنوات الإعلامیة منها قناة الجزیرة؟

العدو یقوم بذلك لأسباب متعددة؛ منها ما یراه المحللون السیاسیون والقائمون بمجال الإعلام حیث یرون أن هناك نوعاً من الإفلاس في بنك الأهداف الإسرائیلیة بمعنی آخر کل الأهداف التي کانت في حوزة معلومات الکیان قد إستنفذت وإنتهت حیث ضربوا کل الأهداف التي کانوا یعرفونها.

هناك أهداف کبیرة لا یعرفونها وربما تکون کبیرة للإحتلال وهي أهداف مهمة ولکن بقیت في الکتمان وبقیت في دائرة المقاومة الفلسطینیة بالرغم من القوة المعلوماتیة والإستخباراتیة القویة للکیان الصهیونی وإن إستنفاد هذا البنك المعلوماتي بالنهایة یؤدي إلی عرض جیش الإحتلال عضلاته ویرید یقول إنه یرید أن یستمر في عملیاته ضد المقاومة ولهذا یوجه ضربات للأماکن العامة لیکون حاضراً.

بالتالي هذه العملیات العشوائیة هي أساساً لا یستطیع أحد أن یعتبرها أهدافاً أمنیةً أو عسکریةً أو إستخباراتیة.

وأعتقد أن هناك یظهر لأول مرة دور الإعلام العربي والإسلامي بهذه الطریقة وبهذا الشکل الذي ظهر معبئأ وإستطاع إن یستخدم التکنولوجیا وأن یکون حاضراً في کل الأزقة في فلسطین المحتلة سواء في القدس أو في غزة أو في الأراضی المحتلة الأخری وینقل الصورة مباشرة وإن نقل هذه الصورة وهذا الإجرام ونقل هذا التحدي من قبل الشعب الفلسطیني والنضال وهذه المقاومة وهذه الشجاعة من قبل الشباب الفلسطیني هذه الرسائل لم تکن رسائل جیدة بالنسبة للعدو وهذه تؤدي إلی مواقف مهمة وإلی إنتفاضة في الشارع العربي والإسلامي وهذا الصوت یجب أن ینتهي ومن هذا الباب جاء إستهداف المراکز الإعلامیة علی ید القوات الإسرائیلیة وهي تعرف تماماً أن هذه المراکز إعلامیة وهی أهداف واضحة ولم تکن أهداف مخبئة.

والنقطة الأخری في هذا الإطار هي أن هذا الإستهداف یعبر عن الحقد الدفین لهذا الإحتلال بالنسبة للمناطق الفلسطینیة وأجهزتها الإعلامیة وحتی أجهزة الإعلام الحر وهذا أصبح واضحاً بأن الحدیث عن الإعلام الحر والحدیث عن حقوق الإنسان والحدیث عن الدیموقراطیة کلها مصطلحات کاذبة تستخدم من قبل العدو لتغطی علی جرائمه التی یرتکبها کل یوم فی حق الفلسطینیین وبحق شعوب المقاومة في کل مکان.

- إن صواریخ المقاومة الفلسطینیة فرضت معادلة توازن ردع جدیدة فی مقابل القصف الإسرائیلی لقطاع غزة؛ کیف تقیمون رد المقاومة؟

کما قلت أن هذا الرد کان رداً مفاجئاً من ناحیة الکمیة والکیفیة ومن خلال قرائتي المیدانیة أتصور أن هذا الکم الهائل من الأسلحة المتطورة والسخاء في مواجهة المحتل بهذا القدر من المعدات هي نقلة نوعیة لم تشهدها الأراضی الفلسطینیة منذ قبل وبهذه هي فاجئت الأصدقاء والأعداء وکما قلت هي ستنقل القضیة الفلسطینیة إلی مرحلة جدیدة وربما إلی إتفاقیات جدیدة وتؤدي إلی حالة ردع جدیدة مع المحتل.

کما قلت هذا ما لم یستطع أحد التکهن به من ذي قبل وبهذه المدة الزمنیة القصیرة.

کیف إستطاع الحجر أن یتبدل إلی صاروخ دقیق بهذا المدی من البُعد والمسافة وهذا تطور کبیر لدی الفلسطینیین المحاصرین فی غزة هذه البقعة الجغرافیة الصغیرة والکبیرة عزماً وإرادةً وشجاعةً.

- مازالت الإدارة الأمریکیة ثابتة علی موقفها الرافض لإصدار أي قرار أو بیان یدین إسرائیل رغم رحیل الرئیس السابق "دونالد ترامب" الذی أظهر إنحیازه للکیان الصهیونی؛ ما هو السبب فی ذلك؟

هذه سیاسة واضحة وأن الولایات المتحدة الأمریکیة لاتتغیر بتغيیر أشخاص وإنما السیاسات ثابتة والدعم المتواصل والمستمر والأعمی لهذا الکیان علی مدی العقود الماضیة لن یتغیر بهذا التغيیر وهذه تعتبر من الثوابت لدی السیاسیین الأمریکیین ولا تتغیر مع تغيیر الأشخاص وبدور اللوبي الذي له دور کبیر في رسم السیاسة الخارجیة للولایات المتحدة الأمریکیة وهذا ما شاهدناه في المواقف التي کانت في البدایة تناشد الطرفین بالکف عن الحراك ولکن بعد ذلك دخلت بقوة لصالح الکیان ومنعت بقوة إصدار قرار من قبل مجلس الأمن الدولي أو الدول الأوروبیة التي کانت قد إتخذت موقفاً ربما نستطیع أن نقول حیادیاً نسبیاً ولکن الولایات المتحدة الأمریکیة ضغطت علی هؤلاء ورجعت إلی مربعها الأول والداعم للکیان بکل إمکانیاتها الإعلامیة واللوجستیة والأمنیة والسیاسیة.

ما یجری فی فلسطین رصاصة الرحمة لعملیة التطبیع

- یؤکد المحللون أن ما یجری في غزة والقدس والضفة الغربیة یؤکد أن التطبیع لیس سبیلاً نحو السلام في المنطقة ولتسویة القضیة الفلسطینیة؛ ما رأیکم فی ذلك؟

منذ البدایة کان واضحاً بأن التطبیع لن یؤدي ثمره. هذا الأمر کان واضحاً جداً في المراحل المختلفة وعلی مدی العقود الأربعة التي مرت بعد معاهدة الإستسلام في "کامب دیفید" ثم من بعدها لم یؤدي التطبیع ثمره وهذا ما لاحظناه جیداً رغم کل البرامج التطبیعیة بین الأردنیین والإسرائیلیین وبین المصریین والیهود في سیناء وفي مناطق أخری وفی لبنان وفي سوریا وفي مناطق أخری. کل هذه البرامج السیاسیة والسیاحیة والبرامج الأخری لم تؤدي إلی نتائج وکان هناك نوع من المقاومة الشعبیة لدی الشعوب بالنسبة لأي تطبیع تجاري أو سیاسي أو سیاحي أو ثقافي وحتی فني. ربما هناك تعرفون الکثیر من هذه المشاهد التي أدت إلی إستنفار الفنانین في العالم العربی وخاصة في مصر ضد التطبیع وضد البرامج الفنیة المشترکة ولکن الأموال الطائلة التي صرفت في العامین الأخیرین والتمهید السیاسی الکبیر الذي شاهدناه لدی بعض الدول العربیة المطبعة ودور الإعلام والإمبراطوریات الإعلامیة في هذه المرحلة التی أرادت أن تبین بأن موضوع التطبیع قد إنتهی وحسم أمره وهناك تطبیع حقیقي من خلال الحرب الإعلامیة والحرب النفسیة ضد معارضي ومناهضي هذا التطبیع.

والأموال الطائلة التی صرفت والبرامج الکثیرة التی أنتجت من قبل هذه الإمبراطوریات الإعلامیة صور للبعض أن موضوع التطبیع أخذ مدیه وهو في محطته الأخیرة ولکن ما جری خلال الأیام الماضیة وما شاهدناه من مشاهد کبیرة علی الحدود الإسرائیلیة وعلی حدود الأراضی المحتلة من الأردن ومع لبنان وما شاهدناه في الدول التی أرادت حکوماتها أن تطبع مع العدو بسبب الإغراءات الأمریکیة أو بسبب الأزمات الإقتصادیة کان ربما رصاصة الرحمة لعملیة التطبیع أو لرسالة التطبیع.

والنساء عندما خرجن في السودان لمناهضة التطبیع ولنصرة الفلسطینیین وقضیتهم هذا یعتبر نموذجاً أسمی من شعب فقیر مغلوب علی أمره وأرادت حکومته أن تقوم بعملیة تطبیع مع العدو.

وهذه المشاهد واضحة في کل عالمنا العربی والإسلامی وأتصور أن صفقة القرن وعملیة التطبیع إنتهتا بشکل غیر مسبوق إلی أجل غیر مسمی وإذا الأمور إتجهت نحو هذا الإتجاه سیکون الموضوع منتهیاً بشکل کامل.

أخبار ذات صلة
captcha