جاء في البيان الذي أصدرته جماعة علماء العراق بمناسبة يوم القدس العالمي أن الله سبحانه وتعالى قال: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".

وأفضل الصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر الميامين، وبعد:

في ذكرى يوم القدس العالمي تقف دائماً جماعة علماء العراق وتجدد وقفتها أمام المستجدات والتطورات والأحداث المتسارعة التي تحدث في القدس وفلسطين وما يمارسه الكيان الصهيوني اليهودي الغاصب والمحتل من تصعيد واعتداء وقتل واعتقال وسجن للأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن، ومازالت القضية الفلسطينية تواجه التهديد بالتصفية لها، والتغييب لمظلومية شعبها، والتناسي لتضحيات شهداءها، والتنكر لمعاناة جرحاها وآلام أسراها، الذي قضو نحبهم وقدموا ما قدموا على طريق تحرير المسجد الأقصى وكل التراب المبارك من الأرض التي باركها الله من دنس اليهود المحتلين.

ومن خلال عظمة وأهمية هذه الذكرى العظيمة وما تمثله من محطات إيمانية وجهادية ومناسبة أخوية تضامنية فإن جماعة علماء العراق برئيسها وأعضائها وأتباعها في العراق وخارجه تجدد التأكيد على موقفها الثابت والمبدئي المناصر للقدس والقضية والمظلومية الفلسطينية كموقف إيماني وديني راسخ لا يقبل التراجع والتبديل والمساومة.

وتؤكد أيضاً على أهمية الاستفادة من ذكرى يوم القدس وتحويله إلى منطلق توعوي تعبوي لإحياء القضية الفلسطينية الإحياء الواعي المرتبط بحقائق وبينات القرآن التي ترسخ حالة العداء لليهود والنصارى المتآمرين على أقصانا والمحاربين لديننا وأمتنا.

وتدعو جماعة علماء العراق وفي مقدمتها العلماء والخطباء والنخب الثقافية والأكاديمية إلى تحمل المسؤولية أمام ما يتعرض له المسجد الأقصى من تهويد وتهديد.

وتعتبر جماعة علماء العراق في بيانها هذا أن حالة الانسجام والتلاقي والتحالف بين الكيان الصهيوني وبين الأنظمة العربية والممالك الخليجية المطبعة حالة ارتداد واضح عن الإيمان كما أكد القرآن بقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ).

نسأل الله تعالى أن يعيد على يمننا وأمتنا هذه الذكرى وقد تحرر المسجد الأقصى من دنس اليهود.