وهناك آیات قرآنية یخاطب فیها الأنبیاء(عليهم السلام) الله سبحانه تعالی بلفظ "ربنا" وهي تتضمن مطالب المؤمنین من أهل الفکر من ربهم.

ومن آیات القرآن قول المؤمنین إنهم سمعوا الدعوة فآمنوا حیث یقول المؤمنون إننا آمنّا بعد سماع الدعوة والسماع هو أحد أهم السبل نحو هدایة الإنسان وهناك من المفسرین من یقول إن السماع أکثر أهمیة من النظر والقراءة.

"رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ" (آل عمران / 193) وفی تفسیر الآیة الکریمة جاء ما یلی:

أولاٌ: معظم المفسرین یقولون إن المنادی هو رسول الله محمد بن عبدالله (ص).

ثانیاً: المعنی بالدعوة هو القرآن الکریم لأن معظم الناس لم یؤمنوا بالدعوة ولکنهم إستمعوا للقرآن الکریم وهم لم یروا الرسول (ص).

وجاء في تفسير "نمونة"(الأمثل) للمرجع الشيعي الكبير آية الله العظمى مكارم الشيرازي أنه يدرك أصحاب الحكمة والفهم، بعد أن تلقوا الغرض من الخلق، أنه لا يمكن أبداً السير على الطريق بدون القادة الإلهيين. لذلك، فهم ينتظرون دائماً سماع صوت المناديين للإيمان وبمجرد أن يسمعوا نداءهم الأول، يندفعون بسرعة نحوهم، ويؤمنون من أعماق قلوبهم وويقولون أمام ربهم "رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ".

ولكن الى جانب هؤلاء المتحمسين للإيمان والحكماء الذين يستجيبون لدعوة الإيمان ويستمعون إليها، هناك من يتجاهلون هذه الدعوة ويقولون يوم القيامة ببالغ الأسف "لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ"(سورة الملك / 10).

أهم مقاصد الآية في تفسير "النور" للمفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائتي":

1 ـ إن أصحاب العقل والحكمة مستعدون لقبول نداء الايمان، واستجابة لنداء الفطرة الى جانب نداء الأنبياء والعلماء والشهداء. «إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ ...»

2 ـ الاستغفار والاعتراف من علامات العقل.

3 ـ من آداب الدعاء التي تمهد للمغفرة الإلهية هي الانتباه إلى صفة التربية الإلهية..«رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا».

4 ـ الايمان يمهد للوصول الى المغفرة الالهية.

5 ـ من الأفضل أن نشارك الآخرين في دعاءنا.

6 ـ ستر عیوب الناس من جوانب التقوى ومن أساليب التربية. «رَبَّنا ... كَفِّرْ عَنَّا».

7 ـ موت الانسان يتم تحقيقه بارادة الهية. «تَوَفَّنا».

8 ـ يرغب أصحاب الحكمة في الموت مع الابرار. «تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ»

9 ـ للأبرار مکانة یرغب فیها أصحاب الحكمة. «لِأُولِي الْأَلْبابِ ... تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ».