ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّةٌ...

مواصفات الوزير لِتَسَنُّم الموقع من منظور الامام علي(ع)

13:55 - April 03, 2023
رمز الخبر: 3490575
بيروت ـ إکنا: لاريب في أن اختيار الوزير أو الموظف لا يتم جُزافاً، فلا بد من أن يكون متصفاً بمواصفات ومزايا تُؤَهِّله لِتَسَنُّم الموقع الذي يتم اختياره له، وكلما كانت وظيفته أعلى والدور الذي يُعهَدُ به إليه مهماً، كانت المؤهِّلات أهَمُّ، فلا بد أن يكون مُخلِصاً لعمله، مُقبلاً عليه، مُهتَماً بتفاصيله، يُؤدِّيه كاملاً تاماً.

رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "آفَةُ الْوُزَراءِ سُوءُ السَّريرَةِ".

الوزير في اللغة: المُعينُ غيرَه على الأمر وحمل الثقل، وهو من الوِزْر وهو الثقل، فكل شخص يعينك على أمر من أمورك، ويحمل عنك مسؤولية حفظه وتدبيره فهو وزير، ولا ريب في أن المَرءَ مِنّا لا يمكنه أن يُنجِز كل ما يجب عليه بمفرده خصوصاً إذا كانت مَسؤولياته كثيرة وخطيرة، كأن يكون ملكا أو رئيساً، أو مديراً عاماً، أو رئيس دائرة أو مَسؤولا حزبياً، بل حتى ولو كان ربَّ أسرة، فإنه يحتاج إلى من يحمل عنه بعض الأعباء، ولذلك يلجأ الملوك والرؤساء والمدراء إلى اختيار وزراء وموظفين يَعهَدون إليهم بإدارة ملفات مُحدَّدة.

ولا ريب أيضاً في أن اختيار الوزير أو الموظف لا يتم جُزافاً، فلا بد من أن يكون متصفاً بمواصفات ومزايا تُؤَهِّله لِتَسَنُّم الموقع الذي يتم اختياره له، وكلما كانت وظيفته أعلى والدور الذي يُعهَدُ به إليه مهماً، كانت المؤهِّلات أهَمُّ، ناهيك عن أن يكون في موقع حسّاسٍ كأن يكون مستشاراً يُؤْخَذُ رأيه في العديد من القضايا الكبرى، أو وزيراً يعهد إليه بإدارة البلاد وأهلها ومواردها.


فلا بد أن يكون مُخلِصاً لعمله، مُقبلاً عليه، مُهتَماً بتفاصيله، يُؤدِّيه كاملاً تاماً، واثقاً من نفسه يحترمها ويقدرها، ويحترم من يعمل معهم ويقدرهم، يمتلك الكثير من المَواهب والقدرات، قادراً على الإبداع والابتكار، يفهم مهمته جيداً، أميناً لا يخون، يخاف الله في العباد والبلاد ومقدَّراتها، عادلاً لا يتحيَّز لأحد في معاملة، يتجنب الصراعات التي لا طائل منها، ويبتعد عن نقل الكلام والنميمة والبهتان والغيبة، متواضعاً من غير ضعف، يحافظ على مهابته من غير ترفُّعٍ وتكبُّرٍ، يحترم الناس ويبذل قصارى جهده لخدمتهم ومساعدتهم، واسع الصدر، يتقبَّل الرَّأي المختلف، ذو قدرة على تحمُّل المصاعب، وحَلِّ المشاكل، ذو هِمَّةٍ عالية لا يقبل بالدون من الأهداف والإنجازات، يطور نفسه ومهاراته باستمرار، ويبحث عن وسائل الرقي والتقدم والنجاح، واسع الأفق، يحترم الأنظمة والقوانين والمقررات القانونية والشرعية، مثقفً ثقافة عالية، يخاف الله، صريح في قول الحق، يداري من تجب مداراته، دائم الابتسامة والبشاشة. وسوى ذلك من الصفات العالية والفضائل الراقية التي تتيح له القيام بدوره بطريقة مُثلى.

في مقابل الصفات التي سبق ذكرها، هناك عُيوب وآفات إن ابتلي بها الوزير أو الموظف فلا يجدر اعتماده أو توظيفه، كأن يكون مَحدود التفكير، محدود القدرات، يبتغي مصلحته الشخصية ويقدمها على المصلحة العامة، أَنانيٌ يحبُّ ذاته ولا يحبُّ النَّفع لغيره، ذو تفكير سلبي، لا يعترف بأخطائه، شديد الغرور، متكبر متعجرف، خؤون، يسهُل عليه الغدر بمن فوقه ومن دونه، نمَّام، لا يراعي أمر الله في عباده وبلاده، وسوى ذلك من الصفات الخبيثة التي إذا ما اجتمعت مع القدرة التي يعطيها له منصبه وموقعه حولته إلى وَحشٍ كاسِرٍ مفترس.

وقد جمع الإمام أمير المؤمنين (ع) جميع العيوب والصفات الأخلاقية بقوله: *"آفَةُ الْوُزَراءِ سُوءُ السَّريرَةِ"*، فمن ساءت سريرته لا يجوز بحال من الأحوال أن يُتَّخذ وزيراً ولا مستشاراً، ولا أن يوظَّف أو يعتمد عليه في أي عمل من الأعمال.

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

captcha