وأشار إلی ذلك، آیة الله السید جعفر سیدان في محاضرة قرآنیة قدّمها حول سورة الأعلی المبارکة مشیراً إلی الآیة الکریمة "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىِ". 

وقال إن الآیة الکریمة تبدأ بالتسبیح والتسبیح یعني التنزیه بمعنی تنزیه الذات الإلهیة من أي عیب أو نقص وأن التسبیح یعني إعتراف العباد بنزاهة البارئ عز و جل من أي نقص وهناك آیات و روایات عدیدة أکدت أهمیة هذا العمل الذي یسمی بالتسبیح. 

وأضاف أن الأدعیة المهمة لدینا والتي تسمی بأسرار الأدعیة هي تلك التي تتضمن الکثیر من الحمد والتسبیح لله بما فيها "دعاء العشرات" التي تعتبر من الأدعية المعتبرة، بل في غاية الاعتبار، وفي نسخ رواياته اختلاف، ذَكرته كتب الأدعية المعروفة، وقد علّمه أمير المؤمنين(عليه السلام) لولده الحسين(عليه السلام). وقد أكّدت الرّوايات على قراءته صباحاً ومساءً وخاصّة يوم الجمعة. هذا الدّعاء يحتوى على مضامين أخلاقيّة واعتقادية كالإقرار بالتوحيد والنبوة والإمامة. وسمّّي بالعشرات لأن فقراته الأخيرة تتكرّر. بمعنى أن كلّ واحدة من فقراتها تكرّر عشر مرّات.

وأضاف أنه روي انما لما التقى ذو القرنين مع النبي ابراهيم الخليل عليه السلام، قال ابراهيم عليه السلام لذي القرنين: بمَ قطعت الدهر ؟ قال: باحدى عشر كلمة وهي: "سُبْحَانَ‏ مَنْ‏ هُوَ بَاقٍ‏ لَا يَفْنَى سُبْحَانَ مَنْ هُوَ عَالِمٌ لَا يَنْسَى سُبْحَانَ مَنْ هُوَ حَافِظٌ لَا يَسْقُطُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ بَصِيرٌ لَا يَرْتَابُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَيُّومٌ لَا يَنَامُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ مَلِكٌ لَا يُرَامُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ عَزِيزٌ لَا يُضَامُ‏ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ مُحْتَجِبٌ لَا يُرَى سُبْحَانَ مَنْ هُوَ وَاسِعٌ لَا يَتَكَلَّفُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَائِمٌ لَا يَلْهُو سُبْحَانَ مَنْ هُوَ دَائِمٌ لَا يَسْهُو".

وأشار إلی عبارة "سُبْحَانَ‏ مَنْ‏ هُوَ بَاقٍ‏ لَا يَفْنَى" قائلا إن هناك أدلة عقلیة علی ذلك وکل شئ سیفنی دونه وإنها من العبارات التی جاءت في الدعاء وفیها تسبیح لله بوصفه بصفاته.