ایکنا

IQNA

التعریف بالتفاسیر والمفسرین / 1

التفسیر؛ محاولة لفهم المعنی المتخفي في الکلام

14:29 - August 26, 2022
رمز الخبر: 3487406
طهران ـ إکنا: "التفسیر" هو مصطلح إسلامي یطلق علی شرح معاني القرآن الکریم وإستنباط المعارف والتعالیم من الآیات القرآنیة وإن علم التفسیر هو فرع إسلامي یهتم بالشرح القرآني.

التفسیر؛ محاولة لفهم المعنی المتخفی فی الکلام

ويُقصد بالتفسير لُغةً: الشرح، والتوضيح، والبيان، والكشف، ويُقال: فسّر الشيء أي: وضّحه أو بيّن سبب حصوله، وكَشَفَ مواضع اللَبس فيه، وفسّر القرآن أي: شرح معنى آياته، وسبب نزولها، وموضوعها، وفسّر الظاهرة العلمية أي: قدّمَ للعامة والمهتمين سبب حدوثها.

والتفسير اصطلاحاً: هو الكشف عن المعنى الباطن والحقائق غير الظاهرة في أمر ما أو علم معين، ويتمّ من خلال التفسير وصف هذه الحقائق، وشرح أسبابها، وما وراءها، وكلّ ما يتعلق بها، ويتميّز هذا العلم بتناوله، ومناقشته لكلّ التفاصيل، وعرضها بصورة دقيقة تحقق الفهم الصحيح للمادة المُفسَّرَة، وتلغي كل الحقائق المغلوطة حول ظاهرة علمية أو سلوكيّة أو تعليميّة أو محتوى دينيّ، ولكلّ مجال يتناوله التفسير قواعد وضوابط معينة يحدّدها القائمون على التفسير، وطبيعة المادة المُفسّرَة، والظروف التي أوجدت هذه المادة.

والتفسير لدى علماء الفقه والدين هو العلم الذي يتم من خلاله فهم آيات القرآن الكريم، ومعرفة دلالاتها، واستنباط الأحكام الشرعية منها؛ فهو علم جامع شامل لا يتوقف عند الشرح، وإنما يتناول كل حيثيات السور، والآيات، وسبب نزولها، وفي أيّ قوم أو موضع قيلت، وما العبرة التي يمكن أخذها من خلالها، كما أنّ تفسير القرآن الكريم يُغلق الأبواب أمام أي جدل حول معنى وشرح آية معيّنة ويحسم أمرها؛ فلا مجال للشك أو التأويل دون علم أو معرفة فقهية.

وعلم التفسير هو توضيح الشيء وبيان معناه، وهو علم اهتم به المسلمون لفهم آيات القرآن، والتفسیر یعني التواصل مع النص من خلال الربط بین المعنی والنص. 

والمفردات القرآنیة بإستثناء الحروف المقطعة جمیعها تحمل معنی ظاهریاً یتبادر الى الذهن من أول قراءة وإن فهم هذا المعنی لیس بحاجة إلی المجهود التفسیري. 

ولکن التفسیر هو عبارة عن محاولة البحث عن المعنی الخفي والغیر ظاهر للمفردة وممارسته بحاجة إلی علم ومعرفة عمیقة أوسع من العلم بمعنی المفردات الظاهرة. 

أول محاولات في مجال تفسیر القرآن الکریم تعود إلی الدمج بین فهم الصحابة والتابعين في العقد الثالث إلى الخامس من القرن الثاني الهجري.

والخطوة الثانیة في مجال التفسیر جاءت من خلال کتابة التفاسیر الصادرة عن الصحابة والتابعین وتم ذلك في العراق ومکة المکرمة وخراسان حیث کانت معقلاً للتجدد الإسلامي قبل أن تبدأ تلك المحاولات في المدینة المنورة والشام. 

وبعد تأسیس المدارس الإسلامیة الکبیرة في الدول الإسلامیة في القرنین الرابع والخامس للهجرة منها جامعة الأزهر والمدارس النظامية والعشرات من المدارس الأخرى حصل تطور کبیر في مجال تعليم العلوم الاسلامية حیث تم تخصیص ساحة لکل فرع إسلامي. 

وتوصل مؤلفو الکتب التفسیریة من العلماء والمتکلمین والفقهاء والمحدثین والأدباء جمیعاً في القرن الخامس للهجرة إلی ضرورة الدمج بین العلوم الإسلامیة من أجل فهم القرآن الکریم وإجتناب النظرة الأحادیة.

ویعتبر القرن السادس للهجرة موعد إستقلال العلوم التفسیریة حیث وجد فرع لجمع ودراسة مصادر التفسیر. 

ولایزال المفسرون بحاجة ماسة إلی تنظیم أسس التفسیر وحفظ الإنجازات التفسیریة وتأطیرها فی أنساق موحدة ومنسقة. 

captcha